بهبة ريح خئون
على صرخات المخاض ...
توالد أنواء ملح ...وطين
وتصلب فوق المدى كل حلم ...
مسيحا....
مشيئته الموت ...
مستغرقا ...في رؤى ...
أعين الذابحين
يئن ...
وصوت الضمير يفــّر
وأغلاله صدأت فوق أيدى الأنين
مسمّـرة في توابيت أسطورة ....
تحت ظل السنين
كمشلولة الذكريات ...
تلوك البطولات ...في كل حين
صداها ....
كهمس الرقى ...في ليالي العجائز ...
*******
على مذبح الجوع ..سوط الدمار
يمد يديه ...
بحقد المدى ..للأرامل في كل دار
تهب الجحيم ...
تشق الدروب ...
دماء ...ونار
تضمّخ وجه التخاذل ....
طفلا .....
سجى طهره ...فوق خزي وعار
فيرتعش الموت من موته ...
وتنهزم الحرب ...
والرقّ ....
والصنم المستعار
وتطرق آلهة الشر تتلو ...
صلاة المذلة ...
حين استبد الصغار
أمامك نار ....
وخلفك نار ...
وحولك تجثو حدود الظلام
يسبـّح في هسهسات السكوت
صلاة الرصاص ....
بشرع اللئام
سكوت .....كلام
كلام يلملم ثوب الهوان ....
سكوت خنوع ...
بأرض حلال ...
وبيت حرام
وماذا من الحرب تبغي ...
إذا ما استكان ...
بأرض الكنانة ...
نعش السلام
صديقي الرائع وشاعرنا المتميزد قهوة
ردحذفتحية خالصة ومباركات طيبة على الشكل الجديد لأحب المدونات إلى قلبي واسمح لي أن أحاول قراءة هذه القصيدة (تمزق ) قراءة أحاول من خلالها إيصال روح النص إلى المتلقي العزيز ولكن قبل ذلك لابد أن أثبت هنا شيئاا من الأهمية بمكان ألا وهو تتبعي الدؤوب لإنتاجكم الشعري ومعايشتي لتجربتكم الشعرية منذ أول يوم شاءت فيه الأقدار أن نلتقي ومن هنا أستطيع أن أقول أن هذه القصيدة تعتبر إنتقاله نوعية في تلك التجربة الشعرية الثرية التي أنتجت ـ شاعرنا المجيد ـ من خلالها تلك القصائد التي جعلتنا نسبح في عوالم من الرقة والعذوبه وأخذتنا هناك في عالم سماوي لتعيدنا إلى أنفسنا التي فقدناها في زحمة لحياة ربما أخذ أحدهم عليك مرة اتجاهك الذي سبح بنا في تلك العوالم السماوية الرائعة باعتبار أنه يجب على الشاعر أن يعبر عن قضية حياتية ونسى هذا المنتقد أن الروح وما تعانيه من آلام نتيجة لإهمالنا لها من أهم القضايا التي يجب أن نلتفت إليها بل نسعى إلى إشباعها ولو أني لست من هؤلاء الذين يحددون للشعر وظيفة ولست من هؤلاء الذين يريدون ـ بنظرة ضيقة ـ أن يحدوا من إبداعات الشاعر بحبسه في قضية من القضايا فالنفس البشرية ـ على ما أظن ـ في حاجة ملحة إلى من يعبر عنها في حالالتها الوجدانية المختلفة وفي حاجة إلى ما يزيل عنها غموضها واللبس الذي يكتنفها
وبالعودة إلى قصيدتنا موضوع البحث نجد أن حالة الشاعر النفسية واضحة جلية في اختيار موضوع القصيدة وأكثر وضوحا في تلك الألفاظ التي جاءت قسرا على لسان الشاعر بعد أن اعتملت داخه نتيجة لحالته الوجدانية فليس عليك أيها المتلقي العزيز إلا أن تنظر لتلك الألفاظ التي استخدمها الشاعر لتعلم كم كانت التجربة ملحة بل قاسية ولم يكن أمام شاعرنا إلا أن يصدح بها ليريح نفسه من عنائها مرة ويريح أنفسنا ـ نحن المتلقين ـ أخرى فها هو الشاعر يستخدم تلك الألفاظ من قاموسه الشعري الذي تميز سابقا بالرقة ولم يستطع رغم حالة الحزن التي انتابته إلا أن يستخدم ـ ربما ـ ذات الألفاظ ولكن بتركيبات معينة لتنقل لنا تلك التجربة الجديدة علينا من شاعرنا د قهوة وليتأمل المتلقي هذه الألفاظ( تمزق, خئون,المخاض , أنواء ,ملح ,تصلب , الموا, الذابحين ,يئن , يفر , أغلاله , صدأت , الأتين, مسمرة , توابيت ,مشلولة ,صداها , العجائز , احنضار , السكون , مذبح , الجوع , سوط , الدمار , بحقد , الأرامل , الجحيم , تشق , دماء ,نار ,التخاذل ,خزي ,عار ,يرتعش , الموت , تنهزم , الحرب , الرق , الشر , المذلة , استبد , نار , تجثو , الظلام , السكوت , الرصاص , اللئام حرام , استكان ,نعش ) ألا تجد معي أيها المتلقي الكريم أن الشاعر قد حشد قصيدتنا بكل هذه الألفاظ ليحرك فينا هذه المشاعر التي تحيلنا من موقع المفعول لموقع الفاعل لننقذ هذه النفس الشاعرة التي تمزقت أو كادت وتعالوا معي أيها المتلقين الأعزاء لنتوقف عند التركيب اللغوي والصور البلاغية التي تزخر بها القصيدة بل يزخر بها كل سطر سطره شاعرنا من قلبه المكلوم وليكن ذلك في المرة القادمة
بهجت العبيدي
مدير تحرير مجلة المغتربون
والناقد الأدبي لمجلة سكوب العربي الصادرة بألمانيا والنمسا
أتفق مع الأستاذ بهجت العبيدى وسلامى له بدءا - ان كان يتذكرنى- فى كل ما قاله عن قصيدتك الجديده
ردحذفالرائعه ( تمزق ) فى أنها انتقالة نوعيه فى تجربتكم الشعريه الثريه 0
وهذه القصيده تحديدا تحتاج دراسه مستفيضه من كل مهتم بقضايا الشعر الحديث ، لكل ما تزخر بها من ادوات شعريه كنت تحجبها عنا لوقت طويل 0
والجديد فى هذه التجربه من وجهة نظرى المتواضعه – وأنا لست متخصصا فى النقد الأدبى – هو :
1- أنها تتناول قضيه حياتيه واقعيه تمس كل مواطن حر يعيش وفى قلبه هم الوطن يستيقظ على أخباره ، ويبذل كل ما فى وسعه كى يبدو الوجود جميلا ، وينام قلقا وهو يفكر فى مستقبل اولاده 0
2- أن القصيده غير مباشره تحتاج الى ان يقراها المتلقى أكثر من مره ويحاول اعمال عقله فى كل ما تنقله القصيده من أحاسيس ومشاعر فاضت بها روح الشاعر وتسربت الينا دون قصد ، واعتقد أن هذا النوع من القصائد هو من يبحث عنه المثقف وليس القارئ العادى فهو يحتاج الى نوعيه متلقى خاصه 0
3- تراكم الانفعالات وتزاحمها واطلاق العنان لها فى التعبير عن نفسها كما هى ينقل المتلقى الى حاله شعوريه أخرى تترك فى نفسه أثرا كبيرا وليس مجرد الاستمتاع اللحظى بالصور الجميله 0
4- استخدام اللغه السينمائيه فى التصوير يجعل المتلقى يعايش كل سطر فى القصيده ويأحذه الى عالم يعمل فيه خياله ويضيف اليه أبعادا أخرى للقصيده 0
5- ختام القصيده رائع فهو يلخص التجربه ويكشف ما خفى من محتواها للقارئ العادى سكوت .....كلام
كلام يلملم ثوب الهوان ....سكوت خنوع ...بأرض حلال ...وبيت حرام
وماذا من الحرب تبغي ...إذا ما استكان ...بأرض الكنانة ...نعش السلام بالتوفيق والى مزيد من هذه التجارب الشعريه الرائعه يا صديقى د 0 ايمن زهيرى